الغربية ..عبده البربرى
خلع شاب مبتور الذراعين يدعي علي عفيفى، ملابسه، أمام بوابة ديوان عام محافظة الغربية، للمطالبة بتوفير فرصة عمل وقد يعتقد البعض أن الأمر يتلخص فقط في شاب معاق يبحث عن فرصة عمل، شأنه فى ذلك شأن الكثيرين من ذوي الاحتياجات الخاصة، لكن ما لا يعلمه الجميع تفاصيل قصة هذا الشاب المثيرة المليئة بالعبر والأحداث.
فى قرية «ميت حبيش قبلية»، التابعة لمركز طنطا، بمحافظة الغربية، والتى تقع على بُعد عدة كيلومترات من القاهرة، لايزال أهل القرية يتذكرون قصته، ويروونها لصغارهم، فما قام به علي محمد عفيفى الشهير بـ«علي صاروخ»، عمل لا يُنسى، سيظل الجميع يتذكره على مدى سنوات طويلة.
أدمن الشاب الثلاثينى السرقة منذ نعومة أظافره، فارتكب أكثر من 5 آلاف جريمة ولم يتم القبض عليه، فشعر بشيء من الندم، لكنه فى الوقت نفسه لم يستطع التوقف عن ممارسة السرقة التى أصبحت «تجرى فى دمه»، وفى لحظة توبة صادقة قرر أن يُجبر نفسه على عدم العودة إلى هذه العادة مرة أخرى، فطبق حد السرقة على نفسه، فى سابقة ربما تحدث لأول مرة، ومن وقتها أطلق عليه الجميع لقب «اللص التائب إلى الله».
ليلة شتوية باردة خلا فيها الطريق من المارة، كانت عقارب الساعة تشير إلى التاسعة والنصف مساء، عندما خرج «علي» من منزله قاصدًا شريط القطار، بعدما قرر تطبيق حد السرقة على نفسه بنفسه.. وماهى إلا لحظات حتى وصل الشاب الثلاثينى إلى مقصده، فنام على بطنه، ومد يده اليسرى على الشريط منتظرًا قدوم القطار، وهو يردد الشهادتين، ليعبر فوقها القطار ويفصلها عن جسده، فى مشهد لن ينساه الشاب أبدًا.
«إلحقونى.. إيدى إتقطعت» ظل يرددها «علي» وهو يصرخ والدم ينزف من يده، مخاطبًا أهالى قريته الذين تجمعوا فور سماعهم لصوت استغاثته، لينقلوه بعدها إلى المستشفى التى مكث بها أربعة أيام.
أيام قليلة مرت على هذا الحادث، ليعود بعدها «صاروخ» مرة أخرى إلى ممارسة نشاطه الإجرامى، على الرغم من أنه فقد إحدى ذراعيه، ليتجدد مرة أخرى عنده الإحساس بالندم الذى دفعه لتكرار ما فعله المرة السابقة فى ذراعه اليسرى، ليفقد هذه المرة الذراع اليمنى، ليصبح بعدها شخصاً «أكتع».
يقول «علي»: «مش ندمان على اللى عملته، بالعكس أنا سعيد جدًا بنفسى، سعيد إنى بطلت السرقة، ودلوقتى بعدى على محلات فاضيه وتتسرق بسهولة وبقول حد الله بينى وبين الحرام، سعيد لأنى اتجهت لحب الله، والصلاة والدعاء، ونفسى الحرامية الكبار اللى بيسرقونا يتوبوا،
يفتخر «العفيفي» بأنه لم يتم تسجيل عملية سرقة واحدة فى صحيفته الجنائية أو يتم حبسه على ذمة قضية منها، بالرغم من أنه ضُبط ولو مرات قليلة أثناء السرقة، وفى كل مرة كان يُجيد استخدام أساليب استعطاف ضباط الشرطة والمجني عليهم للتصالح والتنازل عن القضايا: «كنت حرامي ذكي، وبعمل عبيط لما أتمسك، لكنى لم أستخدم سلاحًا أبيض أو ناري، طوال عمليات السرقة التى قمت بها، ولم ألجأ إلى مساعدة أى شخص لإتمام أى عملية منها، وأتذكر أن أكبر عملية سرقة قمت بها كان حصيلتها مبلغ يتخطى 30 ألف جنيه طبقت الحد على نفسى تحت عجلات القطار وعايز أعيش بالحلال
ارتكبت 5 آلاف جريمة سرقةونفسي الحرامية الكبار يتوبوا
ويكمل اللص التائب بعدما إيدى التانية إتقطعت بأربعة شهور إتعلمت أستخدم الكمبيوتر، وكان الموضوع في الأول صعبًا بالنسبة لى، لكن مع الوقت بقيت بكتب أسرع، والحمد لله اصبحت أعتمد على نفسى فى كل شيء، أكلى ولبسى، والتأمينات عملت لى معاش شهرى 320 جنيهًا، لكنه لا يكفى، فلم أجد حلًا غير خلع ملابسي أمام مبنى المحافظة أملًا فى فرصة عمل، بعدما ضاق بى الحال، حتى أستطيع أن أنفق على أسرتي بالحلال
ذهب عفيفى الى رئاسة الوزراء وخلع ملابسة بالجزء العلوى وطلب مقابلة رئيس الوزراء
لكن لم يهتم به احد وسيذهب الى وزيرة التضامن بالقاهرة الاحد القادم حيث ان مطلبة بسيط من المسؤلين وحلم قابل للتحقيق وهو توفير شقة سكنية له وصرف معاش تضامن يعمل على تحسين حياتة فهل هذا امر بالغ الصعوبة على الحكومة المصرية لمعوق يريد الحلال ويختم حياتة تائبا معافيا لذا فاننى استغيث بالرئيس السيسى بان يقا بلنى ويسمعنى ويلبى طلبى البسيط